Abhatoo - Centre Nationale de Documentation

إذا كانت تجارب التقطيع الترابي بالجهة لم تستطع تجاوز الإكراهات البنيوية التي أثرت على تباين مستويات التنمية بين شمال وجنوب الجهة، فإن تجربة الجهوية المتقدمة اليوم تعتبر مدخلا لاتخاذ القرار التنموي والحكامة من الأسفل ومن قبل المؤسسات المنتخبة، إلا أن التقييم الأولي لعمل المجالس داخل جهة الشرق توحي باستمرار الاهتمام بشمال الجهة ما يعني تكريس التفاوتات، هذا بالإضافة إلى احتكار السلطة المحلية للقرار التنموي وهو ما اتضح من خلال اجتماع اللجنة الاستشارية للتصميم الجهوي لإعداد التراب يوم 22 يناير 2021 بمقر ولاية جهة الشرق، حيث أثث رؤساء المجالس المنتخبة لمشهد مناقشة التصميم الجهوي الذي سيلزمها بإعداد برامجها بناء على مكونات هذه الوثيقة لمدة 25 سنة كما أفسح المجال أمام عمال الداخلية للإدلاء باقتراحاتهم. فعلى هذا الأساس، يقتضي بلوغ التنمية المتوازنة نهج إعداد مجال محلي متناسق يلعب فيه الإقليم دور الوسيط بين المجالس المحلية الموكلة إليها الأعمال التنموية داخل مجال نفوذها، وبين مؤسسة الجهة التي تناط بها مسؤولية التنمية الجهوية وخلق التوازنات المجالية.