Abhatoo - Centre Nationale de Documentation

أصبحت ظاهرتي البطالة والشغل الناقص من أبرز الخاصيات الإقتصادية والإشكاليات الإجتماعية التي تميز الإقتصاد الحديث. والمغرب على غرار باقي الدول النامية يوجد في قلب معضلة التشغيل ويتعرض بشكل مباشر لمضاعفاتها السوسيو اقتصادية، نتيجة لعدة عوامل أهمها الإنتقال الديموغرافي العميق الذي تعيشه ساكنته، وارتفاع الطلب على مناصب الشغل، وتزايد تدفق أفواج خريجي نظام التربية والتكوين، دون أن يستجيب بشكل ملائم للمتطلبات الجديدة لسوق الشغل وللمنظومة الحديثة لإنتاج السلع والخدمات، إضافة لمحدودية عروض الشغل التي يوفرها الإقتصاد الوطني رغم المجهودات المبذولة في هذا الإطار
ولرصد وضعية سوق الشغل، وضعت المندوبية السامية للتخطيط منذ سنة 1976جهازا للبحوث حول التشغيل، تسعى من ورائه إلى توفير معطيات فصلية وسنوية منتظمة حول مستوى ومميزات النشاط والتشغيل والبطالة على الصعيدين الوطني والجهوي، لتمكن من توفير مؤشرات موضوعية وآنية من شأنها تشخيص وضعية وتطور سوق الشغل في أفق اتخاد التدابير الضرورية والمناسبة
يهدف البحث الوطني حول التشغيل أساسا إلى تحديد الحجم والخاصيات الديموغرافية والثقافية والإجتماعية والمهنية للسكان النشيطين بمختلف مكوناتهم (النشاط، الشغل، البطالة والشغل الناقص). يجرى البحث، على مدار السنة، عن طريق الإستجواب المباشر للأسر، حيث يهم سنويا وابتداءا من سنة 2017 قرابة 90.000 أسرة على الصعيد الوطني، وتمثل مختلف الفئات الإجتماعية وجهات المملكة، منها حوالي 7400 أسرة بجهة سوس ماسة. وسنحاول من خلال هذه المذكرة، من إبراز بعض مؤشرات سوق الشغل بجهة سوس ماسة ما بين 2017 و202