Abhatoo - Centre Nationale de Documentation

تعتبر الأخطار المرتبطة بالتغايرية المناخية من أهم القضايا التي تعيق التنمية والتدبير المجالي، وتتطلب وضع استراتيجيات للتكيف، وتفرض إيجاد حلول استعجالية لحماية السكان وممتلكاتهم من الأخطار التي لها علاقة بالمناخ. وهكذا أصبحت العديد من المجالات المغربية، بفعل التغايرية التي يعرفه المناخ حاليا، عرضة لمجموعة من الأخطار خاصة ما يتعلق بالفيضانات وتردد حالات الجفاف خلال العقود الماضية، والتي كان لها انعكاسات واضحة على الساكنة وعلى المجالات الفلاحية والبنيات التحتية. ويعد حوض إيسلي، الذي يقع بالشمال الشرقي من المغرب، من المجالات الأكثر عرضة للمخاطر المرتبطة بالمناخ، وقد تعرض لتردد عدة حالات مناخية استثنائية خلال العقود الثلاث الأخيرة، عبارة عن فيضانات قوية يصرفها واد إيسلي وروافده خلال الفصل المطير وخارجه، وبالمقابل يلاحظ تردد لفترات متتالية لحالات جفاف حاد، وقد نتج عن تلك الحالات المناخية خسائر مادية وبشرية وبيئية. نهدف من خلال هذه المداخلة إبراز خصوصيات ومظاهر التغايرية المناخية بحوض إيسلي، وخاصة ما يتعلق بتحديد ودراسة الحالات المناخية الاستثنائية، وتصنيف درجة خطورتها. ونحاول كذلك دراسة وتتبع التأثير المجالي للجفاف ولخطر الفيضان، وانعكاساتهما السلبية على الحصيلة المائية السنوية، ونناقش أثر التغايرية المناخية في التحولات المجالية لوسط ذو خصائص مناخية شبه جافة، يتطلب التكيف لتدبير أفضل للموارد وتحقيق التنمية المستدامة.