المؤلف :
والعيز
إبراهيم
سنة النشر :
2021
نوع الوثيقة : مقال
الموضوع : المجتمع
التغطية : Maroc
أجمع كل المهتمين بقضية التنشئة الاجتماعية للفرد على أهمية الدور الذي يقوم به التأطير الوالدي في حياة الناشئة عموما، وفي حياة الأطفال خصوصا، باعتبار الوالدين منبعا أساسيا للتكوين الاجتماعي للفرد؛ فبتأطيرهما يتحدد سلوك الطفل منذ ولادته وحتى بلوغه سن الرشد، وهكذا فكلما وُجد تأطير والدي جيد؛ وجد معه شخص متوازن من الناحتين النفسية والاجتماعية، وكلما كان التأطير الوالدي مشوبا بالخلل والنقص تولد بسبب ذلك خلل نفسي أو اجتماعي لدى الفرد.
ومعنى هذا، فإن الوالدين يؤثران تأثيرا مهما في الطفل، فهما من يغرس فيه أساليب السلوك الاجتماعي من عادات وأخلاق وطريقة معاملة الغير، وكل ذلك يتحقق بسبب تقليد الطفل لجميع ما يقوم به والداه، لاعتقاده أنهما النموذج الفريد الذي يستحق الاقتداء، وعلى هذا الأساس فلا بد من مراعاة خطورة هذا التأثير من أجل الحرص على التأطير الوالدي الإيجابي، لنقل المبادئ الحسنة والأنماط السلوكية الفاضلة ألتي تخدم الفرد والمجتمعء إلى الناشئة؛ ذلك فإن نقل هذه الفضائل ثمرة من ثمرات التأطير الوالدي، وهي عملية تقوم أساسا على التفاعل الإيجابي بين الطفل ووالديه من خلال اعتماد جملة من الأساليب التربوية التي تحقق التنشئة الاجتماعية المتوازنة.
وقد كان الباعث على الاشتغال على هذا الموضوع: إظهار مكانة التأطير الوالدي في التنشئة الاجتماعية السوية التي بها يتحقق مقصد الإسلام من تشريع الزواج وإنشاء أسرة مستقرة ومتماسكة، ومنه إبراز الدور الأساسي للتأطير الوالدي في تحقيق التنشئة، والأساليب التربوية المؤثرة في ذلك.