المؤلف :
خالي عيسى
منية
سنة النشر :
2024
نوع الوثيقة : مقال
الموضوع : المجتمع
التغطية : Maroc
ظاهرة الفقر هي واحدة من أهم المعضلات التي تواجهها جل البلدان باختلاف الأوجه، وذلك من خلال الاختلافات الاقتصادية والجغرافية والتاريخية خاصة البلدان النامية بشكل أعمق.
الفقر موجود منذ وجود المجتمعات، إلا أن الحديث عن هذه الظاهرة بدأ في السبعينات وفي الثمانينات من القرن الماضي. حيث اتخذت قضية الفقر وتوزيع الدخل منعطفا جديدا خاصة مع بداية التفكير في صنع برامج من خلال ما يسمى بالتقويم الهيكلي. كما سنعاين تحولا كبيرا في الأدبيات التي تروج للتنمية خاصة المهتمة بالتنمية الاقتصادية. ثم سيتحول ذلك إلى ما أصبح يعرف بالتنمية البشرية، من حيث كونها صيرورة تدمج ما هو ثقافي وخصوصيات المجتمعات في سوسيولوجيا الاقتصاد، وبالمقابل سنجد باحثين كثر بدؤوا ينظرون لظاهرة الفقر كظاهرة اجتماعية لها جوانب متعددة متداخلة ومركبة حرمان ثقافي واقتصادي وسياسي).
وكثيرا ما نجد الفقر في هذه الأدبيات مقترنا بحالة إحباط لأجيال بأكملها وبالتالي إعادة إنتاج الفقر. الانتروبولوجيا كامن من الحقول المعرفية التي سلطت الضوء وشخصت الواقع الفعلي للفئات الفقيرة. ومع تزايد أوجه الحرمان والفقر في المدن، وعجز سياسة التخطيط أمام تنامي أزمة النزوح، بدأت مؤشرات الفقر تظهر بقوة، وبمقدار ذلك تنتج ظواهر أشد تعقيدا.
المتفحص لتراث المعاصر في أدبيات العلوم الاجتماعية سيجد نفسه أمام ظاهرة فرضت نفسها وتزداد في الكثير من الدول والتي ستنتج سياسة تؤثر سلبا على القدرة الشرائية.
تحدثت تقارير المؤسسات الدولية عن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي تعانيها المجتمعات، وبالتالي أصبح من اللازم البحث عن سبل لمحاربة هذه الظاهرة من خلال مؤسسات مانحة والتي سرعان ما ستتحول من مؤسسات مانحة إلى مؤسسات تملي قراراتها وخططها على الدول المانحة. هذه الحيثيات ستؤجج النقاش السياسي حول هذه الظاهرة.