Abhatoo - Centre Nationale de Documentation

ما زال موضوع الفقر وتوزيع الدخل يستحوذ على اهتمام الاقتصاديين والاجتماعيين والسياسيين لما له تأثير فاعل على كافة نواحي الحياة في المجتمع، فضلا عن أن الدين الإسلامي الحنيف يسعى إلى تحقيق الكفاية والعدالة في توزيع الثروة والدخل بين أفراد المجتمع لأسباب عديدة منها: تحرير الفرد المسلم من الطغيان المادي وما يؤدي إليه من ترف وهلاك، حيث ، يقول المولى عز وجل "وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا" الإسراء – 16 وكذلك حتى لا يكون المال – وهو قوام الحياة الدنيا – منحصرا على فئة معينة، بينما تعاني فئات المجتمع الأخرى من الفقر والحرمان، وهنا يقول رب العزة "كيلا يكون دولة بين الأغنياء منكم" الحشر - 7 ، ولتحقيق تلك الأهداف النبيلة حارب الإسلام كل صور الظلم والغش والإضرار بالمجتمع المسلم، والتي قد تؤدي إلى احتكار الثروة من ناحية، ودعم كل الوسائل والأعمال التي من شأنها زيادة تداول الثروة وشيوع نفعها على المجتمع بأسره.

يهدف البحث الحالي إلى الإجابة على سؤالين هامين أولهما هل يقدم الاقتصاد الإسلامي إطارا متكاملا يضمن تطبيقه انتفاء الفقر وعدم عدالة توزيع الدخل والثروة في المجتمع المسلم؟ والثاني: ما مدى توافق السياسات والإجراءات التي تتخذها الحكومة في البحرين للقضاء على الفقر ولتضييق الفجوة الدخلية مع المنهاج الإسلامي؟ ولتحقيق ذلك يأتي البحث الحالي كدراسة مستفيضة للفقر وتوزيع الدخل في مملكة البحرين.

وتمثلت أهم نتائج البحث في أن الزكاة كفيلة بإنتفاء الفقر من المجتمعات المسلمة وبتحقيق العدالة المنشودة في توزيع الدخل والثروة، فضلا عن الأدوات والفروض الأخرى المدعمة لدور الزكاة. وأن السياسات والإجراءات التي تتبعها الحكومة في البحرين تتفق والشريعة الإسلامية السمحاء. وتكمن أهم التوصيات في توجيه مزيد من الدعم والمؤازرة لقطاعي التعليم والصحة بمملكة البحرين لتحقيق العدالة في الحصول على خدمتي التعليم والصحة لكافة الأفراد.