Abhatoo - Centre Nationale de Documentation

تتميز المدن الجبلية بالمغرب بتعدد الاكراهات التي تعرقل عمليات توسع مجالها الحضري،حيث يأتي في مقدمته آلعامل الطبيعي والمتمثل في الجانب الطوبوغرافي والهيدرولوجي، فضلا عن العامل العقاري المرتبط بضيق الأراضي الصالحة للبناء، وارتفاع كلفة تهيئة البقع الأرضية لانجاز السكن. إلا أنه بالرغم من ذلك فالمجال الحضري لهذه المدن يتميز بدينامية متسارعة نتيجة تعدد وتنوع العوامل المساهمة في تشكله ونموه، بحيث هناك عوامل مرتبطة بأمور تدبيرية وسياسية محضة وأخرى متعلقةبعوامل سوسيو اقتصادية. وفي هذا السياق، فتداخل هذه العوامل ساهم في حدوث توسع حضري على حساب مجالات مهددة باستمرار بالأخطار الطبيعية، كما نتج عنه سكن فوضوي غير منظم يفتقر للتجهيزات والخدمات الأساسية، يصعب ضبطه وإخضاعه لمقتضيات وثائق التهيئة والتعمير. وبالتالي أفرز مرفولوجية حضرية مضطربة ومفككة تحمل تركيبات اجتماعية واقتصادية مختلفة.
نهدف من خلال هذا المقال دراسة وبحث انعكاسات السكن الفوضوي على مورفولوجية النسيج الحضري بالمدن الجبلية المغربية، واقتراح سبل إعادة تأهيله وذلك قصد كسب رهانات التدبير المحكم للمجال الحضري الجبلي. وفي هذا الصدد وظفنا في انجاز هذه المساهمة المنهج الوصفي التحليلي لتشخيص الواقع قصد تشكيل صورة واضحة عن دينامية المجال الحضري بالمدن الجبلية بالمغرب، كما ركزنا في هذه الدراسة على الاستمارة الميدانية لرصد الانعكاسات المجالية التي يطرحها السكن الفوضوي. وتتلخص النتائج التي توصل إليها هذا البحث فيما يلي: أولا أن نشأة السكن الفوضوي بالمدن الجبلية تتداخل فيه عوامل عدة، وثانيا أن السكن الفوضوي بالمدن الجبلية له مواصفات خاصة،أما ثالثا: إن تأهيل مناطق السكن الفوضوي قصد إدماجه في النسيج الحضري يتطلب اعتماد مقاربة شمولية وواقعية.