Abhatoo - Centre Nationale de Documentation

تحاول هذه الورقة تأطير مسلسل تراجع السكن الشتوكي التقليدي أمام تفشي ظاهرة التعمير الاسمنتي الجديد، فوق مجال ترابي يعرف تحولات مستمرة مرتبطة بتدفق عشرات الآلاف من الأسر المهاجرة الوافدة، القادمة من مختلف مناطق البلاد للاستقرار المؤقت الذي يصبح مع الوقت نهائيا باشتوكة. لم تكن التحولات الديمغرافية والاجتماعية والمجالية المُصاحبة لموجات النزوح الهجري، سوى نتيجة طبيعية لتدخل الدولة في بادية اشتوكة وسط سهل سوس، بمشاريع هيكلية ضخمة، بدأت بإرساء المنشأة الهيدروفلاحية لسد يوسف بن تاشفين ، واختيار اشتوكة لتعزيز التوجه الاقتصادي للدولة نحو الفلاحة العصرية التصديرية. وكانت الحصيلة هي تحولات جوهرية مست كل مشاهد اشتوكة، في مقدمتها المشهد السكني الذي تطور في ظل صعوبات جمة في تفعيل قوانين التعمير، وسمح بتشييد استعجالي أسهم في تراجع جلي لمعمار اشتوكة التليد مقابل تفشي ظاهرة تعمير جديد، يتسم بانتشار سكن اسمنتي غير مكتمل البناء، ولا يستجيب لمتطلبات جودة إطار العيش، مكدس بأحزمة تعمير الضرورة بمناطق الاستقطاب التوافد الهجري المكثف.