Abhatoo - Centre Nationale de Documentation

تظهر النتائج الرئيسية لمؤشر الثقة في المؤسسات بالمغرب أن العلاقة بين المواطنين ومؤسساتهم، لاسيما المؤسسات المنتخبة، تتسم بالريبة وانخفاض مستويات الثقة. فمعظم المواطنين لا يعرف إلا النزر القليل عن مؤسساتهم ويجدون صعوبة في فهم أدوارها ووظائفها وجدواها. وتقترن هذه المعرفة الضئيلة بتدني جودة الخدمات العمومية كالرعاية الصحية والتعليم، وفرص العمل غير الكافية: تشكل هذه الخدمات أهم الأولويات التي يعتقد المواطنون أنه يجب على الحكومة معالجتها في السنوات الخمس إلى العشر القادمة. وفي الواقع، يؤدي سوء تقديم الخدمات العمومية إلى زيادة الشعور بانتشار الفساد، مثل الرشوة أو الواسطة (اللجوء إلى المقربين أو العلاقات والاتصالات السياسية)، والذي يغذي بدوره رغبة المواطنين في البحث عن بدائل أخرى (غير رسمية) للحصول على خدمات عمومية أفضل، والنتيجة هي انفصال المواطنين عن القنوات السياسية الرسمية للتعبير السياسي وتوجههم إلى الأشكال الجديدة من الاحتجاجات السياسية،كالمقاطعة الاقتصادية والاحتجاجات في الشوارع. يسعى المعهد جاهدا في مهمته إلى إنتاج دراسة تحليلية راهنية ومعمقة حول قضايا السياسات العامة، والتي يمكن أن تؤدي إلى خلق طرق مبتكرة لحل القضايا المتعلقة بالديمقراطية. ولهذا السبب عمد المعهد إلى الشروع في إنجاز هذا التقرير السنوي حول الثقة في المؤسسات الاجتماعية والسياسية كوسيلة لقياس قدرة المواطنين واستعدادهم للانخراط في الحياة العامة والمساهمة في وضع سياسات عمومية إدماجية وشاملة.