Abhatoo - Centre Nationale de Documentation

يتميز المغرب بتنوع الأوساط الجغرافية و صعوبة التضاريس في معظم الجهات مما يجعله عرضة لعدد من الصعوبات الحتمية والمخاطر الطبيعية كانقطاع الطرق و سوء الاحوال الجوية و حدوث الزلازل و الفيضانات مما يحد من حرية التنقل و يؤثر على السير العادي لمتابعة الدراسة. وضع كهذا يدعو للاهتمام بالتعليم عن بعد باعتياره أداة تساعد على الاستثمار الأمثل للسنة الدراسية وإنهاء البرامج والمقررات حيث لا تقتصر الحصة على الزمن المدرسي الحضوري بل تتجاوز ذلك الى الدروس الليلية ويتيح الفرصة لجميع التلاميذ والتلميذات للتحكم الفعلي في مضامين المقررات.
وفي محاولة لتشخيص مدى جاهزية وقدرة المجتمع المغربي على تبني هذا النوع من التعليم والاستفادة منه، تم التركيز على استعداد الاطر التربوية من حيث التكوين ووضعية الأسر المغربية اجتماعيا و اقتصاديا للمساهمة في التتبع من خلال دراسة عدد من المؤشرات ترتبط بالوسط و المستوى التعليمي لرب الأسرة و مؤشرات الفقر والهشاشة. و باعتماد منهجية الاوزان الرقمية تم تصنيف الجهات المغربية حسب قابليتها لاعتماد التعليم عن بعد، تبين من خلاله أن جهات الداخلة - وادي الذهب والعيون - الساقية الحمراء والدار البيضاء - سطات والرباط - سلا - القنيطرة وكلميم - واد نون تتميز بقابلية عالية. بينما تتميز جهات : فاس مكناس- درعة تافيلالت- بني ملال خنيفرة ومراكش - آسفي بقابلية ضعيفة مما يقتضي إعطاؤها أولوية على مستوى البنية التحتية التكنولوجية في المدارس والاحياء وتنظيم تداريب للتلاميذ وتكوينات مستمرة بالنسبة للمدرسين. كما يقترح دعم المدرسين والأسر على السواء في توفير الأدوات الالكترونية للتواصل وتحويل مشروع مليون محفظة الى مشروع مليون حاسوب أو لوحة إلكترونية خصوصا والأجيال الحالية والمستقبلية من التلاميذ سيكون لديها قدرة كبيرة على التعلم عن بعد بفضل استخدامها للتكنولوجيا في سن مبكرة.