Abhatoo - Centre Nationale de Documentation

في الوقت الذي لم تستطع فيه أنظمة التعليم العربية بعدُ، احتواء َ الآثار التربوية والتعليمية المترتبة عن النِّزاعات والحروب في العديد من المناطق، وما انجر عنها من حرمان ملايين الأطفال والشباب من مواصلة تعليمهم؛ وفي الوقت الذي تواصل فيه تلك الأنظمة السعي إلى ، واستيفاء مؤشراته في2030 تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة حتى عام ظل شُح التّمويل واتّساع الفجوات التعليمية؛ اجتاحت العالَم جائحة ٌ غير مسبوقة، أصابت كافة منظومات التعليم فيه بالشلل وأجبرتها على انتهاج صيغ وأشكال تعليمية بديلة قوامه آلتعلُّم عن بعد.
وفي ظل ّ هذه الأوضاع المعَقَّدة والضّغوط المضاعفة، يظل «تمكين ُ جميع المواطنين في الدول العربية من التعليم ء ولو في حد ٍّ أدنى من الجودة ء حيثُما كانوا ومهما كانت وضعياتهم» حقًّا إنسانيًّا وواجبًا مستحَقًّا على تلك الأنظمة، ويظل ّ واجب الجامعة العربية ومنظماتُه آلمتخصِّصة إرساء الاستراتيجيات الشاملة والخطط الكفيلة بتنسيق جهود تلك الأنظمة وتكامل إمكاناتها، حيث لا خيار أمام الجميع سوى البقاء من خلال التعليم.
ويظل ّ السَّعي ُ إلى إرساء الآليات: ء الكفيلة ِ برصد الأوضاع الطارئة والأزمات التعليمية، من ناحية؛ القادرةِ، من ناحية ثانية، على تشخيص طبيعة تلك الحالات ومدى قوّتها؛ ومن ثم تعيين الاحتياجات التربوية اللازمة لمواجهتها والضامنة لاستمرارية مرفق التعليم خلالها بكفاءة وإنصاف، حتى تحقيق التعافي منها بأقل ِّ الخسائر والأضرار، هو الهدف الأسمى لبنا ألقدرات العربية من أجل مواجهة أنجع لحالات الطوارئ التعليمية وإرساء آليات أكثر نجاعة واستدامة من مجرّد الاستجابة الجزئية للأزمات بمنطق ردّة الفعل الموضعية المحدودة؛ كما يظل امتلاك ُ المنظومة الوقائية الشاملة المرنة الناجعة أولى من البحث عن وصفات علاجية، هي على أهميتها وضرورتها، مقتصرة على ترميم عطب هنا وإصلاح خلل هناك، لا تلبث الظروف والأوضاع الطارئة والاستثنائية أن تعيده من جديد، في منطقة من العالم اختصتها طبيعتها الجيوستراتيجية الفريدة بخصائص تجعلها دائما في عين عواصف الصراعات الدولية على الموارد الطبيعية والنفوذ، والآثار والعوارض السلبية للتنوع الإنساني بأشكاله المتعددة.