Abhatoo - Centre Nationale de Documentation

إن بناء المنظومة التعليمية، ووضعها تحت مجهر التمحيص والنقاش، جزء من دائرة النقاش حول مشاكل عصر العولمة والحداثة التي شملت كل نواحي النظام العالمي، العابر للحدود القومية.
وبالنظر إلى التناقضات التي يواجهها هذا النظام، استوجب اعتماد مقاربات منهجية متعددة الأبعاد، لكل مشاكل العصر الاقتصادية والاجتماعية والتربوية التكوينية، يؤطره في ذلك "فكر متجدد، متعدد الأبعاد" و "مقاربة مركبة وشمولية".
وبقدر تعقيدات قضايا العصر وتشابك موضوعاته؛ فإن النقد البيداغوجي، اتجه نحو مقاربة مركبة وشمولية لبناء المنظومة التعليمية، يراعي فيها تعقيدات النوع البشري الذهنية والوجدانية والسلوكية. إنه بحث في المحددات العلمية للمعرفة البيداغوجية، أو في منهجية البحث والعلاقات المتشعبة بين مجموعة من العلوم والتقنيات على مستوى التنظير والتطبيق.
من هذا المنطلق؛ فإن حركة إصلاح التعليم المعتمدة على المعايير، جعلت من محور المعايير المهنية في تكوين هيئة التدريس، مدخلا أساسيا، في إصلاح كل مكونات النظام التربوي، وفضاء تكوينيا يمكن النظام التعليمي من أجرأة مشاريعه التجديدية؛ "فجودة النظام التربوي لا يمكن أن تتجاوز جودة معلميه".
نسعى عبر هذا المقال: "المعايير المهنية في تكوين هيئة التدريس"، إلى الإحاطة بمفهوم المعايير وتوظيفاته لتحقيق جودة محتوى تكوين هيئة التدريس بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين المغربية، متسلحين بنتائج استطلاع آراء لعينة عشوائية، ومقارنتها بمخرجات تقارير رسمية ذات الصلة.
أهمية مقالتنا تمكن في كونها من المبادرات البحثية الأولية التي أخدت على عاتقها مسائلة نظام تكوين هيئة التدريس، وفق رؤية حركة التعليم المعتمد على المعايير.