Abhatoo - Centre Nationale de Documentation

عرفت المنظومة التعليمية التعلمية المغربية منذ بداية أجرأة توصيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين سنة 2000 تحولات هامة و خاصة على المستوى المنهجي في سياق المقاربة الجديدة التي اعتمدها إصلاح نظام التربية والتكوين و التي تم بمقتضاها إعادة تحديد مهام المدرسة ومكانة المتعلم. وفي هذا السياق تم تبني مناهج تربوية جديدة تعتمد على مدخل الكفايات كمكون مهيكل لعملية تدريس مختلف المواد الدراسية، ومن ضمنها مادة الجغرافيا باعتبارها من المواد التي تساهم بدور كبير في التكوين الفكري والمدني للمتعلمين من خلال هيكلة تمثلهم للمجال وإدراكهم للحقوق والمسؤوليات مما قد يساعدهم في حياتهم اليومية والشخصية والمهنية والاجتماعية.

و رغم الحضور المتزايد للجغرافيا في الحياة المعاشة فان موقعها في المؤسسات التعليمية لا يعكس إشعاعها في الواقع المعاش، حيث لا زالت المادة تعاني من ضعف القبول ونفور أغلب التلاميذ. و يرتبط ذلك إما بطرق تدريسها أو بطبيعة مضامينها التي يغلب عليها الطابع المعرفي. فعلى مستوى الهوية يضل التمثل المهيمن على الرأي العام للمادة هو صفتها الشمولية وارتباطها بالحفظ والاستظهار، مما يجعلها عرضة للانتقاد من قبل العديد من الفاعلين في الميدان التربوي. أما بالنسبة للمنهاج المعتمد فيتمثل في كونها ظلت لمدة طويلة ذات صفة موسوعية بعيدة عن واقع واهتمامات المتعلمين.

لذلك نحاول من خلال هذا البحث بعث روح جديدة في تدريس المادة بالاستفادة من تكنولوجيا التعليم والمعلومات في التعليم الثانوي مع تحديد الآفاق التي تفتحها دون إغفال المعوقات التي تحد استغلالها.