Abhatoo - Centre Nationale de Documentation

تتسم مرحلة التعلم خلافا لمرحلة الاكتساب بالقصدية والواقعية والحافزية، وتتدخل مجموعة من العناصر الخارج لغوية في جودة الخرج المُتعلم، ومن هذه العناصر الخارجية (المدرس، المحيط، البرامج الدراسية، المشرع التربوي...)، فهي بمثابة محددات متحكمة في الخرج اللغوي. وتظهر في مرحلة التعلم مهارتين أساسيتين يكونان مركز ثقل المهارات الأربع أثناء تفاعلهم في الفهم والإنتاج، وهما مهاراتا القراءة والكتابة، وهما مهارتان صناعيتان تظهر فيهما مجموعة من المشاكل اللغوية المتعلقة بجدة النسق وتداخله مع المكتسب اللغوي الأول.

تهدف هذه المقالة التعرض لتجربة الاكتساب والتعلم، بالتركيز على التجربة الأولى للطفل باعتبارها تجربة أساسية في العمليتين معا، ولها تأثير كذلك على مرحلتي (ما قبل المدرسة، وبعد الالتحاق بالمدرسة). وقد خصصنا في ذلك بنظرية الاكتساب عند تشومسكي، باعتبارها نظرية لها من مبررات اللسانية وبراديغمات سنشتغل بها طيلة الدراسة، كما سنناقش الكفاية المعجمية، باعتبارها كفاية أساسية وخام تتشكل منها باقي الكفايات اللغوية. وبالتالي، هذا المقال يقدم مجموعة من الأبحاث اللسانية الحديثة تبريرا لمعطيات متعلقة باكتساب اللغات وتعلمها، من حيث الوضع اللغوي وآليات الاكتساب والتعلم والظروف المتعلقة بالتعلم والتدريس، من أجل وضع جسر بين المعرفة النظرية والميدانية ووصولا إلى تحيين البرامج اللغوية الحديثة، وجعلها أكثر تلبية للحاجات الأساسية المتمثلة في بناء الكفايات الثقافية والمنهجية والمعرفية في اللغات المتعلمة.