Abhatoo - Centre Nationale de Documentation

تسعى هذه الدراسة إلى تفكيك خطاب التمثلات الاجتماعية التي يحملها الآباء المغاربة إزاء المدرسة العمومية والخصوصية، باعتبارها مؤسسات لا تُختزل في الأدوار التربوية وإنما تنطوي على رهانات رمزية ومشاريع للتموقع الاجتماعي. وذلك من خلال الاعتماد على مقاربة نوعية ء تأويلية تم خلالها تحليل محتوى المقابلات التي أجريت مع مجموعة من أولياء الأمور بالمغرب بمدينة القنيطرة، بما يراعي تنوعهم من حيث الموقع الاجتماعي، السن والمستوى الدراسي.
وأفضت النتائج للتوصل إلى وجود تآكل في الرأسمال الرمزي للمدرسة العمومية، بحيث أنها لم تعد تشكل في نظرة الأسر المغربية أفقا للنجاح أو الاندماج، بل غذت محملة بالخذلان والخيبة. وفي المقابل، برزت المدرسة الخصوصية في الأذهان الجماعية للأسر كبديل وكمجال مشحون بالدلالات الرمزية تدمج فيها الأسر تصوراتها حول الجودة، الرعاية التربوية والاستحقاق، فضلا عن رهاناتها على تأمين الحركية المهنية والاجتماعية لأبنائها.
وتفسر هذه التحولات في ضوء مفهومي الحقل والرأسمال عند بيير بورديو، ونظرية التمثلات الاجتماعية عند موسكوفيشيما يبرز،
.على أن قرار التمدرس لا يصدر عن قرارات فردية، وإنما يعاد إنتاجه ضمن منطق الهيمنة الرمزية والتمايز داخل الفضاء التربوي