Abhatoo - Centre Nationale de Documentation

عرف قطاع التعليم بالمغرب مجموعة من الإصلاحات المتعاقبة بتعاقب الحكومات على تدبيره. وبالرغم من إخفاق هذه الأخيرة في
إرساء منظومة تربوية ملائمة للمجتمع المغربي في تحولاته وتطلعاته نحو المستقبل، إلا أن راكمت مجموعة من التجارب والممارسات يمكن اعتمادها كمرجع لبناء مستقبلي.
وفي خضم أجرأة الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2030-2015، والتطلع إلى تحقيق الجودة لتجاوز الأزمة البنيوية لقطاع التعليم،
صدر تقرير النموذج التنموي في أبريل 2021م، مُؤَكِّدا على أهمية النهضة التربوية وعلاقتها بالتنمية الشاملة للبلاد، مشيرا إلى أزمة النظام التربوي التي تكبح دوره في تحقيق الارتقاء الاجتماعي للفرد، ومقترحا لمجموعة من التوصيات قصد تجاوزها.
سارعت الوزارة الوصية على القطاع إلى تفعيل توجيهاته، وتماشيا مع منطق الديموقراطية التشاركية عملت على إطلاق مشاورات
وطنية موسعة حول المدرسة المغربية تبلورت على إثرها "خارطة الطريق 2026ء2022 من أجل مدرسة عمومية ذات جودة
للجميع"، كنموذج جديد لتدبير إصلاح تربوي قائم على برنامج عمل بمقاربة متدرّجة في الزمن قابلة للتقييم والتقويم، بدأت بمرحلة
تجريبية سيتم لاحقا تعميم إجراأتها بشكل تدريجي وبحسب ملاءمتها للإيقاعات المدرسية ونتائجها المرصودة. فالأهمية التي : يتبوأها التعليم تفرض على القائمين على الإصلاح التعامل مع محدداته بحذر شديد فلم يعد المجال يحتمل أي إخفاق.
بالنظر إلى دعامات الإصلاح المتضمنة بخارطة الطريق، يتبيّن أنها ليست إصلاحا بيروقراطيا ولا مجرد إملاأت نظرية بل هي حلقات متواصلة من الأداء والتوجيه والتتبع والتصويب فهل ستتمكن هذه الخارطة من إحداث التغيير الإيجابي وإرساء معالم المدرسة العمومية ذات الجودة التي تستجيب لانتظارات المغاربة؟