المؤلف :
الغبار
نواعم
سنة النشر :
2023
نوع الوثيقة : مقال
الموضوع : التاريخ
التغطية : Maroc
جاءت بنيات نظام الحماية مغايرة تماما للبنيات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المغربية، مما أكد إمكانية وقوع تحولات و تغييرات جذرية أفرزت اقتصادا عصريا مناقضا للاقتصاد التقليدي؛ حيث اعتمد النموذج الأوروبي الرأسمالي آليات متطورة في الاستغلال والتسويق. وعلى الرغم من فرض معاهدة الحماية التي نصت في بندها الأول على حق فرنسا في القيام بالإصلاحات الاقتصادية و المالية التي ترى فائدة في إدخالها إلى المغرب، إلا أن إدارة الحماية لم تستطع نهج سياسة اقتصادية واضحة خاصة مابين 1912 و 1914 و يرجع ذلك إلى مجموعة من العراقيل، منها مايكتسي صبغة دولية، حيث كانت الدول الموقعة على معاهدة الجزيرة 1906 تفرض نوعا من الرقابة لضمان المساواة طبقا لمقررات المعاهدة. و كذلك الاتفاق الفرنسي - الألماني الذي ظل عائقا أمام أي تفرد في اتخاذ القرار، إلا أن اندلاع الحرب العالمية الأولى سيكون منعطفا أساسيا في تاريخ الحماية الفرنسية بالمغرب . في خضم هذه الأحداث نضجت فكرة تنظيم المعارض التجارية التي كانت تندرج ضمن مخطط اقتصادي وسياسي لاستعمار البلاد و استغلالها؛ ليكون معرض الدارالبيضاء سنة 1915 أول معرض تجاري فرنسي-مغربي بالبلاد.