Abhatoo - Centre Nationale de Documentation

يهدف هذا المقال إلى دراسة جوانب من حضور الماء بالمدن المغربية الوسيطية، ودور الدولة في التعامل مع مسألة نفي الضرر داخل الحاضرة المغربية الوسيطية، وخاصة ما يتعلق بالعوامل الطبيعية ( سيول وأمطار )، والبشرية ( تصريف المياه العادمة )، والتي كانت تتسبب في تلويث المياه، ما أسهم في خلق مضاعفات سلبية على جل جوانب الحياة بالمدينة الوسيطية، وعليه أجبرت السلطة المركزية على تتبع جملة من الحلول والقوانين المرتكزة بالأساس على القواعد والضوابط الفقهية التي تؤطر تخطيط النسيج الحضري، مثل استحداث منافذ للمياه الجارية والفضلات المسربة في القنوات، وتوطين الحرف الملوثة والنجسة في مواضع بعيدة عن التجمعات السكنية...، وبالتالي تجنب كل أذى وضرر قد يمس البيئة والصحة العامة؛ فالحفاظ على النظافة العامة كان من أولويات واهتمامات الدول المتعاقبة على حكم البلاد، وهو الأمر الذي يتضح من خلال التشريعات الفقهية والقضائية التي عرفتها هذه الفترة. كما سنتطرق إلى بعض الفترات الاستثنائية التي ساهمت فيها الدولة في خراب العمائر المائية بفعل وهن السلطة الحاكمة نفسها، تحت تأثير الحروب وظروف فترات الإنتقال السياسي الكبرى المتميزة بالفوضى واختلال سبل الأمن، بالإضافة إلى الكوارث الطبيعية التي كانت تتزامن في بعض الأحيان معها.