Abhatoo - Centre Nationale de Documentation

بدأ التبشير بمعالم الثورة الرقمية والمعلوماتية منذ النصف الثاني من القرن العشرين. وقد تجمعت عدة ظروف فكرية واجتماعية وسياسية واقتصادية وعسكرية، في خلق الجو المناسب لهذه الثورة. وأول هذه الظروف هي الحرب العالمية والتيارات الفكرية التي اتهمت الحضارة الغربية واعتبرتها حضارة تدمير الذات. ما استدعى الى إعادة الاهتمام بالإنسان وحقوقه، وعلى رأسها الحق في التعبير والاتصال، كرد فعل على أحادية وسائل الإعلام التقليدية وخضوعها لسلطة المال والسياسة.
سعت هذا الأفكار إلى الاهتمام بالمتلقي وجعله في صلب العملية الإعلامية، وهو ما تأكد لاحقا باختراع الحاسوب الذي اندمج بثورة الاتصال والإنترنيت، وأدى إلى نقل المجتمع إلى مجتمع معرفة ومعلومات، وبروز إعلام جديد، جعل الكرة الأرضية فضاء للاتصال والتواصل، وبالتالي فضاء لتغيرات همت جميع المجالات، وأبرزها حقل الإعلام والاتصال. وقد رافقت هذا التطور تنظيرات فكرية حاولت تحديد طبيعة البيئة الإعلامية الجديدة ووسائلها، وكشف طرق وأساليب اشتغالها، ورصد ما تتميز به من خصائص وتأثيرات على الفرد والمجتمع، وكذا مساهمتها في الحد من امتداد وسائل الإعلام التقليدية وتغيير خصائصها ومميزاته.