Abhatoo - Centre Nationale de Documentation

تعالج هذه الدراسة مفهوم المجتمع الذي لم يعد مرتبطا بسياق زمني أو مكاني، بل بمبدأ النشاطات المشتركة، وهو ما ساعد التكنولوجيات الاتصالية الحديثة من إنتاج مجتمعات افتراضية، أتاحت للفرد إمكانية تعويض واستنساخ الهوية الحقيقية بهويات متعددة. وجاءت هذه الدراسة الاستكشافية للبحث في طبيعة الميثاق الذي بدى قائما بين الهوية الواقعية والهوية الافتراضية، من خلال ملامسة دلالات وخصوصيات شبكات التواصل الاجتماعي وطبيعة ارتباطها وتأثيراتها في الهوية، كما تهدف هذه الدراسة إلى استنباط كيفيات تشكيل وبناء الهوية الافتراضية، وكيف أسقطت هذه العوالم الافتراضية نظرياتها التأثيرية على شخصية الفرد عموما وفئة الشباب خاصة، وكيفية سلبه من عالمه الواقعي الذي لم يعد كافيا للتحاور والتفاعل وبناء العلاقات وبناء ا على ذلك اعتمدت الباحثة في دراستها المنهج الوصفي التحليلي لمقاربة أبعاد الهوية ومقارنتها بأهم النظريات التي أفرزها الواقع الافتراضي، مستعينة بآخر الإحصائيات التي تثبت كمية الارتباط بشبكات التواصل الاجتماعي لدى فئة الشباب المغربي. وقد خلصت الدراسة أن شبكات التواصل الاجتماعي ساهمت بأبعادها ووظائفها الحجاجية من وأد الواقع الحقيقي وإنشاء واقع افتراضي يسعى إلى استمالة الفرد والمس بهويته وثقافته، مقابل إثارة وتقديم بديل افتراضي وهو "شبكات التواصل الاجتماعي". واختتمت الدراسة بتوصيات أهمها، ضرورة العمل على نشر الوعي الرقمي من خلال الحث على التربية الإعلامية لدى جميع الفئات العمرية، وذلك داخل الأسرة والمدرسة وكذلك الإعلام والمجتمع.