Abhatoo - Centre Nationale de Documentation

مداخلة تناقش قضايا الطفولة في الإعلام باعتبار ان الطفل اصبح الوعاء الذي ترسب فيه كل المعضلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ومرآة تطفح بالأوباء الظاهرة والباطنة للمجتمع. هكذا تم التطرق لدور الاعلام المرئي والمكتوب بقضايا الطفل و الطفولة حسب توجهات القنوات والمنابر ومدى استقلاليتها عن الأجهزة الرسمية، وفي هذا الصدد يبين الباحث أن الإعلام المرئي في مجتمعاتنا وفضائياتنا المستقلة، أكثر استقطابا للمشاهد في إبراز الجرائم التي تستهدف الأطفال واستنباط قضايا الأحداث، الى جانب عرض استطلاعات عن أطفال الشوارع وفي ثناياها تورد معطيات عن واقع الأسرة ومعضلاتها الاجتماعية. ويرى الباحث انه إذا كانت تلفزات مجتمعاتنا تعكس هذا التصادم الطبقي فإن هناك تصادما وتفاوتا أكثر خطورة وفتكا للطفل حيث يشتت قدراته ويبعثر إدراكه وهو تفاوت الإزدواجية اللغوية وتضارب الألسنة في برامج التلفزة مما يسبب الانفصام وتكوين شخوص متشاكسة في نفسه وشخصيته وهو في سن لا تقوى مقوماته على الممانعة فتنتج إنسان الانفصامات المتشاكسة. اما بالنسبة للصحافة المكتوبة بصرف النظر عن الدوافع الاجتماعية تمثل عناوين سياسية، لكن هذه الصحف لا تستطيع ان تكبح جماح صحف الاثارة والفضائح التي تتخذ من قضايا الطفولة وخاصة جرائم الأحداث فتساهم بشكل خفي تعويد المجتمع على الظواهر الشاذة والاستهانة بالجريمة وبث الشعور السادي الذي يغديه القهر.