Abhatoo - Centre Nationale de Documentation

حاول حازم القرطاجني من خلال كتابه "منهاج البلغاء وسراج الأدباء" أن يركب التراث البلاغي في قالب نقدي صرف مستفيدا في ذلك من مرجعيته المعرفية المزدوجة العربية واليونانية، ويتجلى هذا التركيب في رؤيته الشمولية لمفهوم البلاغة. فقد جعل منها أداة تحليلية ومنهجا نقديا مهمته وضع القوانين البلاغية للنظر في الأقاويل الشعرية وما تتقوم به لفظا ومعنى ونظما وأسلوبا ووزنا. ولتوضيح هذه الرؤية الشمولية اختار الباحث دراسة مكونين أساسيين من مكونات التفكير البلاغي عند حازم القرطاجني، ألا وهما البلاغة والأسلوب ليتمكن من تحقيق أهدافه، والمتمثلة أولا في الوقوف عند الأسس المنهجية التي اعتمدها هذا الأخير في دراسته للبلاغة وذلك من خلال رصد مفهومه لعلم البلاغة وتحديد المدخل النظري الذي ارتكز في دراسته لها، وثانيا في الإشارة إلى مفهومه للأسلوب وأسس بلاغته، ثم في مناقشة الجديد الذي أضافه إلى التفكير البلاغي العربي ثالثا وأخيرا.