المؤلف :
المقدمي
عبد الرزاق
نوع الوثيقة : دراسة
الموضوع : التربية والتعليم
تمّثل تكنولوجيات المعلومات اليوم أدوات أساسية لتعميم وإيصال المعلومات العلمية والتقنية والتي رغم تطورها المستمر فإّنه من الوهم تعميم استعمالها مما يؤدى إلى تفاقم "الفجوة الرقمية". إن الصعوبات المادية والثقافية التي تهز بعمق بلدان الجنوب تحول دون توصل وامتلاك مواطنيها لهذه التكنولوجيات وهكذا يتكاثر "المقصون تكنولوجيا". لذلك فإن إصلاح التكوين وتطوير الكفاءات هما ضروريان لكل المهن والاختصاصات وخاصة في مجال علوم المعلومات والتوثيق التي ترتكز ممارسة المهنة و التكوين فيها أساسا على تكنولوجيات المعلومات والاتصال الحديثة.
وفي هذا السياق، تعمل بلدان المغرب العربي على تطوير قطاع الاتصالات والمعلوماتية ونشر الثقافة الرقمية وإرساء مجتمع المعرفة وعلى إعادة هيكلة برامج التكوين الجامعي باعتماد نظام إمد (إجازة، ماجستير، دكتوراه )بهدف تحقيق "المرونة والتناظر الدولي" مع إعطاء أهمية أكثر للتكوين في تكنولوجيات المعلومات والاتصالات وبواسطتها.
في هذا الإطار يهدف عملنا إلى إبراز مدى نجاح هذه البلدان في تكريس الثقافة الرقمية وإدماج تكنولوجيات المعلومات والاتصالات في تدريس علوم المكتبات والتوثيق والأرشيف، وإلى أي حد يستجيب هذا الإدماج على مستوى التكوين الجامعي، إلى متطلبات المهن الجديدة في هذا المجال، وذلك من خلال دراسة تحليلية معمقة للبنية الأساسية لقطاع المعلومات في كل من هذه البلدان وبرامج التكوين فيه آخذين بعين الاعتبار كل ما يحصل في الضفة الشمالية المقابلة.