Abhatoo - Centre Nationale de Documentation

مداخلة تناقش موضوع الثقافة المغربية بين الأصالة المعاصرة يستهلها الباحث بالحديث عن جامعة القرويين التاريخية العريقة الأصيلة التي لعبت منذ نشأتها وتأسيسها دورا بارزا، وأثرت التاريخ أيما إثراء بما قدمته من جوانب حضارته الكبرى في نشر الثقافة الاسلامية في بلاد المغرب والأندلس، ثم في مناطق غرب افريقيا. كما تطرق الباحث لتأسيس الدولة الإدريسية بالمغرب وما صاحبه من بناء مدينة فاس وجامعة القرويين، حدثا هاما له آثاره البعيدة في تطور البلاد واتجاهها إذ ما لبثت أن أصبحت مركزا لنشر الثقافة الإسلامية والحضارة العربية، وانتشرت مراكز الثقافة العربية في صورة كتاتيب ومساجد ومدارس ورباطات وزوايا وبيوت خصوصية أيضا. بالإضافة الى ذلك عمل الباحث على تحديد مفهوم الثقافة مشيرا ان هذا الأخير لم يفتأ يتطور حتى غدا يعني منظومة من القيم الفكرية والسلوكية الفاعلة في تحقيق التطابق بين الانسان ومجتمعه، والتواصل بين ماضيه وحاضره. بعد ذلك تحدث الباحث عن صراع العولمة مع الخصوصيات الثقافية مثيرا موضوع الهوية الوطنية وعلاقة اللغة العربية باللغات الأجنبية، مع الإشارة الى أن ازدواجية اللغة ما تزال ماثلة في الحياة اليومية. وفي نهاية المداخلة تناول الباحث العولمة الثقافية باعتبارها امتدادا للعولمة الاقتصادية مستعرضا موقف العرب منها وكيفية مواجهتها سواء بالاستخفاف بها والتقليل من شأنها او بتحديها والدخول في صراع معها أو بتجاهلها والهروب منها.