Abhatoo - Centre Nationale de Documentation

يعد التوافد السكاني محركا أساسيا للنمو الحضري بمدينة تطوان، حيث استقبلت هذه المدينة عبر تاريخها الطويل تيارات هجرية من أماكن متعددة ومتباعدة، إلا أن تعزيز تيارات الهجرة نحو مدينة تطوان خلال القرن 20 خصوصا، إضافة إلى التزايد الطبيعي الهام، أدى إلى ارتفاع كبير ومستمر لعدد السكان. وإذا كانت تطوان قد عرفت إيقاعات متباينة على المستوى الزمني من حيث التوافد السكاني عليها، فإنها مع ذلك عرفت انطلاقتها الديمغرافية الحقيقية بعد إعلان الحماية الإسبانية على المنطقة الشمالية المغربية. وساهم التوافد السكاني في الإخلال بتنظيم المجال التطواني على مستوى تغذية توسع عمراني متصف بالعشوائية والتنافر، والنقص الذريع على مستوى التجهيزات الأساسية والمرافق الاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى تفشي البطالة وتضخم الأنشطة غير المهيكلة. لهذا فإن التحكم في الهجرة وعواقبها على مستوى منطقتي النزوح من جبال الريف على وجه الخصوص والاستقبال أي مدينة تطوان ليست بعملية بسيطة، ولكنها تتطلب استراتيجية شمولية ومتناسقة، عمادها تقويم الحاجيات مع التنبؤ بتطورها عبر آماد طويلة، وكذلك إدماج برامج للتنمية الحقة والمستديمة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي، وذلك لتحسين ظروف العيش العامة، سواء تعلق الأمر بالوسط الحضري أم الريفي.