Abhatoo - Centre Nationale de Documentation

كثر توافد العلماء وتوافر عدد الطلاب بعاصمة المرابطين، ففكر أبو علي بن يوسف في إنشاء جامعة إسلامية لتكون منبرا للدعوة إلى الله، وقلعة من قلاع الشريعة الإسلامية ونشر مبادئها وأصولها، ومنهلا للمعرفة ومنتدى للثقافة الإسلامية ومركزا لإثبات دعائم الدولة الفتية، فوضع لذلك الحجر الأساسي للمعهد الكبيرالذي لا يزال يحمل اسم بانيه عام 514 هجرية. وقد صادف تأسيس جامع ابن يوسف عصر ازدهار حضارة الدولة المرابطية وتوافر العمران بعاصمتها التي غدت دار هجرة العلماء والفقهاء والأدباء والكتاب المنحدرين إليها من الأندلس. وقد روعي في جامعة ابن يوسف من التقاليد والأعراف العلمية ما روعي في القرويين نفسها، من ذلك منهجية إلقاء الدروس والمحاضرات وعرضها ومناقشتها وتوضيح غوامضها. هكذا يستعرض الباحث أهم مميزات جامعة ابن يوسف و كذا مجموعة العلماء الذين تخرجوا منها تليهما لائحة تشمل أهم الكتب المعتمدة في التدريس بها سواء في النحو واللغة، البيان والبديع، التفسير والحديث، القراءة والرسم ثم الفقه وأصوله ؛ هذا قبل أن يختم بنظرة يلقيها حول أهم التنظيمات التي عاشتها جامعة القرويين بكل فروعها في العهد العلوي.