المؤلف :
ناصري
فَضيل
سنة النشر :
2018
نوع الوثيقة : مقال
الموضوع : التربية والتعليم
التغطية : Maroc
نبحث في هذه الورقة الخطأَ وبيداغوجياه باعتبارهما يحوزان، كلاهما، وضعا اعتباريا خاصا في الأدبيات التربوية التقليدية والحديثة، مع فوارق تكبر حينا وتصغر حينا آخر، وتبدو أحيانا وتَلْطُفُ أخرى.
فالخطأ في البيداغوجيات التقليدية منبوذ، وغير مقبول، وهو خطيئة حتى! لا يسمح للمتعلم بالوقوع فيها، وهو [أي الخطأ] في بعض فروع البيداغوجيات التقليدية [وهذا في أحسن الأحوال] مسموح به مؤقتا على ألا يتكرر.
أما فيما يتصل بالبيداغوجيات الحديثة، فيختلف الأمر، إذ لم يعد الخطأ شيئا عاديا وَبدَهِيًّا فحسب، بل غدا أمرا أساسيا ومطلوبا في بناء أي تعلم كيفما كان نوعه وكيفما كانت طبيعته.
لأجل مركزية الخطأ هذه، ولأجل أن الخطأ وارد محتمل أبدا في أي سيرورة تعلمية، ولأجل اختصاصه وتفرده ببيداغوجيا خاصة تُنبَزُ "بيداغوجيا الخطأ"، ارتأينا أن نقاربه ونبحثه كيما ننير ما ادلهم من غياهبه، وننفض عنه بعض ما علق به من أتربة، ولنخرجه من "الجلوة الخلوة" إلى "الجلوة الجلوة".
وخطتنا في هذه المقاربة العَجلى تتوزعها مطالب ثلاثة هي كالآتي:
1) تعريف الخطأ.
2) البيداغوجيا التقليدية ومقاومة الخطأ.
3) البيداغوجيا الحديثة ورد الاعتبار للخطأ.